الأحد، 9 أبريل 2023

الاعاقة الذهنية




يمكن إجراء اختبارات معينة في أثناء الحمل، مثل التصوير بتخطيط الصدى و بزل السائل الأمينيوسي، و الاعتيان من الزعابات المشيمائية chorionic villus sampling، واختبارات الدم المختلفة مثل اختبار التحري الرباعي، حيث تساعد هذه الاختبارات على تحري الحالات التي تؤدي إلى الإعاقة الذهنية.غالبًا ما يُجرى اختبار بزل السائل الأمينيوسي أو اختبار الاعتيان للنساء الحوامل اللواتي يبلغن من العمر 35 عامًا أو أكثر بسبب زيادة خطر إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون، والنساء الحوامل ذوات التاريخ العائلي للإصابة بالاضطرابات الاستقلابية.واختبار التحري الرباعي هو اختبار يُجرى لدى معظم النساء الحوامل.يُجرى هذا الاختبار بهدف قياس مستويات أربع مواد في دم المرأة.تساعد نتائج هذا الاختبار الأطباءَ على تقييم ما إذا كان لدى الجنين خطر أعلى للإصابة بحالات معينة، مثل مُتلازمة داون، تثلث الصبغي 18، أو عيوب الأنبوب العصبي.

يعد قياس مستوى ألفا-فيتوبروتين في دم الأم اختبارًا مفيدًا لتحري عيوب الأنبوب العصبي، و متلازمة داون، وغيرها من الشذوذات.يكشف اختبار التحري غير الباضع قبل الولادة (NIPS) عن كميات صغيرة من الحمض النووي DNA للجنين في دم الأم، ويستخدم ذلك لتشخيص الاضطرابات الجينية في الجنين مثل تثلث الصبغي 21 (متلازمة داون)، أو تثلث الصبغي 18 وبعض اضطرابات الصبغيات الأخرى.

اختبار تحرّي النمو

نظرًا لأن الآباء والأمهات لا ينتبهون دائمًا إلى المشاكل التطورية البسيطة، فإن الأطباء يقومون بشكل روتيني بإجراء اختبارات لتحري النمو في أثناء الزيارات الدورية للأطفال الأصحاء.يستخدم الأطباء استبيانات بسيطة، مثل استبيانات العمر والمراحل Ages and Stages Questionnaires أو لوائح نمو الطفل Child Development Inventories، وذلك بهدف تقييم مهارات الطفل المعرفية واللفظية والحركية.يمكن للوالدين مساعدة الطبيب في تحديد مستوى أداء الطفل من خلال الإجابة عن اختبار تقييم الوالدين لحالة النمو عند الطفل Parents' Evaluation of Developmental Status (PEDS).يُحال الأطفال الذين تكون نتائجهم أدنى من مستوى أعمارهم في هذه الاختبارات لفحوص رسمية.

الاختبارات الرسمية للذكاء والمهارات

يتضمن الاختبار الرسمي ثلاثة مكونات:

·       مقابلات مع والدي الطفل

·       مراقبة الطفل

·       الاختبارات التي يُقارن فيها أداء الطفل مع العديد من الأطفال من نفس العمر

تُجرى بعض الاختبارات عند الأطفال بهدف قياس القدرات الذهنية، مثل اختبار الذكاء ستانفورد-بينت Stanford-Binet Intelligence Test، ومقياس الذكاء ويشسلير للأطفال Wechsler Intelligence Scale for Children.تُجرى اختبارات أخرى، مثل مقاييس السلوك التوافقي لفاينلاند Vineland Adaptive Behavior Scales، بهدف تقييم مجالات معينة مثل القدرة على التواصل، ومهارات الحياة اليومية، والقدرات الاجتماعية، والمهارات الحركية.بشكل عام، تقارِن هذه الاختبارات الرسمية بدقة قدرات الطفل الفكرية والاجتماعية مع قدرات الأطفال الآخرين من نفس الفئة العمرية (تسمى الاختبارات المعيارية المرجعية).ولكن الأطفال من خلفيات ثقافية مختلفة، والعائلات غير الناطقة بالإنجليزية، وتدني الحالة الاقتصادية والاجتماعية يزيد من احتمال الحصول على نتائج متدنية في هذه الاختبارات.ولهذه الأسباب، يتطلب تشخيص الإعاقة الذهنية أن يقوم الطبيب بدمج بيانات الاختبار مع المعلومات التي جرى الحصول عليها من الوالدين والملاحظة المباشرة للطفل.لا يكون تشخيص الإعاقة الذهنية معقولاً إلا عندما تكون المهارات الفكرية والتكيفية أقل بكثير من المتوسط.

تحديد السبب

عادة ما يحتاج المواليد الذين يعانون من تشوهات جسدية أو أعراض أخرى توحي بوجود حالة مرتبطة بالإعاقة الذهنية إلى إجراء اختبارات معينة.

قد تُجرى اختبارات تصوير، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، بهدف التحري عن المشاكل البنيوية في الدماغ.يُسجل تخطيط كهربية الدماغ (EEG) النشاط الكهربائي للدماغ، ويستخدم لتقييم احتمال حدوث اختلاجات عند الطفل.كما يمكن أن يساعد تصوير العظام بالأشعة السينية على استبعاد الأَسبَاب المشتبه بها للإعاقة الذهنية.

يمكن للاختبارات الجينية، مثل تحليل المصفوفة الصبغية chromosomal microarray analysis، أن تساعد على تحديد الاضطرابات.قد يوصي الأطباء بإجراء اختبار جيني للأشخاص الذين يكون أحد أفراد عائلتهم مصابًا باضطراب وراثي معروف، وخاصةً الاضطرابات المرتبطة بإعاقة ذهنية، مثل بيلة الفينيل كيتون يوريا phenylketonuria ، أو داء تاي- ساكس Tay-Sachs disease، أو متلازمة الصبغي X الهش Fragile X syndrome.يسمح تحديد الجينات المسؤولة عن الاضطراب الوراثي للمستشارين الوراثيين بمساعدة أولياء الأمور في تقييم خطر إنجاب طفل مصاب بالمرض لاحقًا.

تُجرى الاختبارات الدموية والبولية الأخرى بحسب ما يشتبه الأطباء به على أنه السبب.

قد يعاني بعض الأطفال الذين يتأخرون في تعلم اللغة ويتقنون المهارات الاجتماعية من حالات أخرى غير الإعاقة الذهنية.وبما أن مشاكل السمع تؤثر في اللغة والتطور الاجتماعي، فعادة ما يجري تقييم مشاكل السمع.

يمكن للمشاكل العاطفية و اضطرابات التعلم أن تختلط أيضًا مع الإعاقة الذهنية.قد يبدو الأطفال الذين تعرضوا لحرمان شديد من الحب والاهتمام الطبيعيين لفترات طويلة ( انظر لمحةٌ عامةٌ عن إهمال الطفل وإساءة معاملته) وكأنهم يعانون من إعاقة ذهنية.إذا كان الطفل يشكو من تأخر القدرة على الجلوس أو المشي (المهارات الحركية) أو تأخر القدرة على الإمساك بالأشياء (المهارات الحركية الدقيقة) فقد يكون لديه اضطراب عصبي لا صلة له بالإعاقة الذهنية.

الم

يبلغ الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية المعتدلة نفس متوسط العمر المتوقع نسبيًا لأقرانهم الطبيعيين، كما يمكن للرعاية الصحية الجيدة أن تحسن من مآل الأشخاص الذين يعانون من الإعاقات الذهنية، أيًا كان نوعها.يمكن للكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أن يدعموا أنفسهم، ويتمكنوا من العيش بشكل مستقل، وقد يكون من الممكن توظيفهم بنجاح مع بعض الدعم المناسب.

نظرًا لأن الإعاقة الذهنية تترافق أحيانًا مع مشاكل جسدية خطيرة، فقد يؤدي ذلك إلى تقصير متوسط العمر المتوقع للأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية، وذلك اعتمادًا على الحالة الصحية للشخص.من المرجح أن يحتاج الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ذهنية أكثر شدة إلى دعم مدى الحياة.وبوجه عام، كلما كانت الإعاقة الذهنية أكثر شدةً وترافقت مع عدد أكبر من المشاكل الجسدية، كلما كان متوسط العمر المتوقع أقصر.

الوقاية

تُعد اضطرابات طيف الكحول الجنيني سببًا شائعًا جدًا للإعاقة الذهنية، ويمكن الوقاية منه تمامًا.وتركز مجموعة The March of Dimes وغيرها من المجموعات المهتمة بالوقاية من الإعاقة الذهنية بشكل كبير على توعية النساء بشأن التأثيرات الخطيرة الناجمة عن تناول الكحول في أثناء الحمل.

يجب على النساء اللواتي يخططن للحمل تلقي اللقاحات اللازمة، لا سيما لقاح الحصبة الألمانية.ينبغي اختبار النساء من ذوات الخطر المرتفع للأمراض المُعدية التي قد تكون ضارة للجنين قبل الحمل، مثل الحصبة الألمانية، و فيروس عوز المناعة المكتسب.

يمكن للرعاية المناسبة قبل الولادة أن تقلل من خطر إنجاب طفل مُصاب بإعاقة ذهنية.يمكن أن يساعد تناول حمض الفوليك، وهو مكمل غذائي فيتاميني، قبل الحمل وفي المرحلة المبكرة من الحمل، على الوقاية من أنواع معينة من تشوهات الدماغ، وخاصة عيوب الأنبوب العصبي.

كما إن تطور تقنيات المخاض والولادة ورعاية الأطفال الخدّج قد ساهمت في الحدّ من معدلات الإصابة بالإعاقات الذهنية المرتبطة بالولادات المبكرة.

قد تعالج بعض الحالات، مثل مَوَه الرَّأس والحالات الشديدة من عدم التوافق في العامل الريصي RH، في أثناء الحمل.ولكن معظم الحالات لا يكون من الممكن علاجها، وفي هذه الحالة يهدف الكشف المبكر عنها فقط إلى تهيئة الوالدين أو إتاحة الفرصة لهما بالنظر في خيار الإجهاض.

المُعالجَة

·       فريق دعم متعدد التخصصات

يمكن الحصول على أفضل رعاية للطفل المُصاب بإعاقة ذهنية من خلال فريق متعدد التخصصات يتألف من مايلي:

·       طبيب الرعاية الأولية

·       اختصاصيين اجتماعيين

·       اختصاصيّي اضطرابات الكلام

·       اختصاصيّو السمع

·       معالجين مهنيين

·       معالجين طبيعيين

·       اختصاصيي أمراض عصبية أو أطباء أطفال متخصصين في النمو

·       خبراء نفسيين

·       خبراء تغذية

·       المعلمون

·       أطباء العظام

كما يمكن أن يضم الفريق اختصاصيين آخرين إذا لزم الأمر.يقوم أعضاء الفريق بالتعاون مع عائلة الطفل بتطوير برنامج فردي شامل للطفل، فور الاشتباه بتشخيص الإعاقة الذهنية لديه.ﮐﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج ذوو الطفل وإخوته إﻟﯽ اﻟدﻋم اﻟﻌﺎطﻔﻲ واﻻﺳﺗﺷﺎرات النفسية أحيانًا.يجب أن تكون العائلة بأكملها جزءًا لا يتجزأ من البرنامج.

يجب تحري كامل نقاط القوة والضعف لدى الطفل، وأخذها بعين الاعتبار لتحديد نوع الدعم المطلوب.على سبيل المثال، ينبغي أخذ العوامل التالية بعين الاعتبار: الإعاقات الجسدية، ومشاكل الشخصية، والأمراض النفسية، ومهارات التعامل مع الآخرين.يمكن إعطاء الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية والذين يعانون أيضًا من اضطرابات نفسية مرافقة مثل الاكتئاب، الأدوية المناسبة بجرعات مماثلة لتلك المعطاة لأولئك الذين ليس لديهم إعاقة ذهنية.ومع ذلك، فإن إعطاء الطفل الأدوية دون الخضوع إلى العلاج السلوكي واجراء التغييرات البيئية يكون عادة غير مفيد.

يستفيد جميع الأطفال الذين لديهم إعاقة ذهنية من التعليم الخاص.يُلزم القانون الأمريكي لتعليم الأفراد من ذوي الإعاقات Individuals with Disabilities Education Act (IDEA) المدارس الحكومية بتوفير التعليم المجاني والمناسب للأطفال والمراهقين المصابين بالإعاقة الذهنية أو أحد اضطرابات النمو الأخرى.ينبغي توفير التعليم بأقل قدر ممكن من التقييد، وضمن وسط متنوع بأكبر قدر (يعني ذلك الوسط الذي يُتيح للطفل فرصة التفاعل مع أقرانه غير المصابين بالاضطراب)، وأن يتمتع الأطفال بحق الوصول المتساوي إلى موارد المجتمع.تتوفر بموجب قانون الأمريكيين المصابين بالإعاقة Americans with Disability Act والفقرة 504 من قانون إعادة التأهيل Section 504 of the Rehabilitation Act أماكن للإقامة في المدارس وغيرها من الأماكن العامة.

عادة ما يكون أداء الطفل الذي يعاني من إعاقة ذهنية أفضل في منزله.ومع ذلك، قد لا تستطيع بعض الأسر توفير الرعاية في المنزل، وخاصة للأطفال من ذوي الإعاقات الشديدة، أو المعقدة، أو الذين يمكن أن يثيروا المخاوف السلوكية.من الصعب اتخاذ قرار مثل هذا، وغالبًا ما يحتاج إلى مناقشة مكثفة بين العائلة وفريق الدعم بأكمله.وقد تحتاج العائلة إلى دعم نفسي.يمكن للعاملين الاجتماعيين توفير بعض الخدمات لمساعدة العائلة.كما يمكن تقديم المساعدة من قِبل مراكز الرعاية النهارية، والخادمات المنزليات، ومزودي الرعاية للأطفال، ومرافق الرعاية المؤقتة.يعيش معظم البالغين من ذوي الإعاقة الذهنية في دور الرعاية التي توفر الخدمات المناسبة لاحتياجاتهم، وكذلك فرص العمل والترفيه.

للمزيد من المعلومات

·       Individuals with Disabilities Education Act (IDEA)

·       March of Dimes

·       Americans with Disability Act

·       Section 504 of the Rehabilitation Act

 


 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية